بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
مكة البلد الحرام ، أحبُّ بلاد الله إلى الله ، وأحبها إلى رسوله ، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومأوى حَجِّهم ، ومجمع وفودهم ، وملتقى جموعهم ، حرّها الله تعظيماً وإجلالاً يوم خلق السموات والأرض ، بها الكعبة أول بيت وضع لعبادة الله على الأرض ، وللبيت العتيق جعل الله حرماً لتعظيمه ، فجعل فيه الأمان حتى شمل ما فيه من الشجر والنبات فلا يقطع ، وما فيه من الطير فلا ينفّر ، وجعل ثواب الأعمال فيه أفضل من ثوابها في غيره ، والصلاة فيه بمائة ألف صلاة ، ومن عظمة البيت أخذت مكة عظمتها ومن حرمته كانت حرمتها ومن أمانه ـ حيث قال الله عنه : { ومن دخله كان آمناً }
وشاء جلت قدرته ، أن تكون الكعبة المشرفة ، والمسجد الحرام ، فيها فكانت لهذه المشيئة آثارها ونتائجها من حيث بناء مكة ، وتعميرها ، وسكانها .
الموقع
تقع مكة المكرمة عند تقاطع درجتي العرض 25/21 شمالاً ، والطول 49/39 شمالاً ، ويعتبر هذا الموقع من أصعب التكوينات الجيولوجية ، فأغلب صخورها جرانيتية شديدة الصلابة ، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى أكثر من ثلاثمائة متر.
ويحتضن مكة وادي إبراهيم الخليل الذي ينحصر بين سلسلتي جبال متقاربة. ولمكة المكرمة ثلاثة مداخل رئيسية هي" : المعلاة " وتعرف باسم (الحجون ) والمسفلة ، و ( الشبيكة) .
وقد تعارف الناس على أن ( المعلاة ) هي كل ما ارتفع عن مستوى أرض المسجد الحرام و ( المسفلة ) هي كل ما كان دونه.
يرجع بناء مكه المكرمه إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ، وهي ذات أسماء عديدة منها : أم القرى ، وبكة ، البلد الأمين ، وكليها جاء ذكرها في القرآن الكريم .
وترتفع مكة المكرمة عن سطح البحر (330) متراً ، وهي على عرض (31) درجة وتتجاوز مساحتها ( 4800) هكتار ، ويزيد عدد سكانها عن الـ (600.000) نسمة يتضاعفون في أيام المواسم وبالذات في موسم الحج ، وتخدم مكة المكرمة شبكات من الطرق والإنفاق المتطورة التي تصل بين أطرافها والمسجد الحرام في قلبها ، وطريق دائري ويصلها كلها بالمشاعر المقدسة بأنفاق وجسور وطريق خاص بالمشاة مظلل ومهيأ بكافة الخدمات.
وفي مكة المكرمه خدمات صحية متطورة وشبكة هاتفية تصلها بجميع أنحاء العالم ، وتربطها بالمشاعر المقدسة وبالعالم أيضاً إضافة إلى كل الخدمات الحضارية التي تتضاعف خلال مواسم الحج.